بستاني لطب وزراعة الاسنان

الدكتور عبد الفتاح البستاني استشاري جراحة الفم واللثة والاسنان من جامعة لندن زميل كلية اطباء الاسنان العالمية في الولايات المتحدة زميل جمعية جراحي الفم والفكين البريطانية

دكتور هشام البستاني زراعة الاسنان وطب الاسنان التجميلي عضو الاكاديمية الامريكية لزراعة الاسنان عضو المجموعة الاردنية لزراعة الاسنان

جبل عمان- الدوار الثاني – مقابل شاورما ريم

مستشار جراحة الفم واللثة والاسنان من جامعة لنـدن

زميل كلية اطباء الاسنان العالميه في الولايات المتحدة

ضمن فعاليات المؤتمر الاردني السابع عشر لطب الاسنان الذي انعقد في عمان مؤخرا، قدم الدكتور بستاني بحثا يتعلق بأمراض اللثة وعلاقتها بأمراض القلب، ونظرا لأهمية هذا الموضوع فاننا نقدم فيما يلي ايجازا له :

تعتبر امراض اللثة من اكثر امراض الفم انتشارا غير ان معظم المصابين بها لا يلاحظونها في البداية لانهم لايشكون الما يذكر. وتظهر امراض اللثة في عمر البلوغ احيانا وعند بعض السيدات اثناء مدة الحمل لاسباب هرمونية ، غير ان امراض اللثة اكثر ما تكون انتشارا بعد سن الاربعين... ويقدر عدد المصابين بامراض اللثة في الاردن بـ 65% من السكان .

الاعراض والاسباب:

تتصف امراض اللثة بالاحتقان والانتفاخ ونزف الدم منها لاقل سبب ، وفي مرحلة لاحقة تتشكل الجيوب اللثوية مما يسبب رائحة الفم والطعم الكريه. وعندما يتأكل عظم الفك المحيط بالاسنان تأخذ عندها الاسنان بالتباعد عن بعضها ثم التقلقل. ان تقيح الجيوب اللثوية يمكن ان يؤدي الى اصابات مفصلية وقلبية سوف نتناولها فيما بعد.

الاسباب غالبا ما تكون موضعية ناشئة عن وجود رواسب كلسية تشجع على نمو الجراثيم الضارة والبكتيريا التي تسمى اللويحة الجرثومية ، تسبب الاحتقان ثم الالتهاب والتقيح فيما بعد  وهناك اسباب عامة مثل الحمل عند السيدات وارتفاع السكر في الدم ، وبعض امراض الدم الخبيثة  ( اللوكيميا ) التي تسبب جميعها تورم اللثة واحتقانها وتقيحها.

الوقاية والعلاج:

اهم وسائل الوقاية من امراض اللثة تكمن بالعناية اليومية بالفم والاسنان ، ثم المراجعة المنتظمة لطبيب الاسنان مرتين سنويا، والسيطرة على نسبة السكر في الدم الى حد مقبول لا يزيد عن 100 ملغم عند المصابين بالسكري.

اما علاج الامراض اللثوية فيعتمد على مدى الاصابة اللثوية وتقيحها: ففي المراحل الاولية يكفي التجريف اللثوي من قبل طبيب الاسنان والعناية اليومية فيما بعد واستعمال المعاجين الطبية المناسبة.

متى نقوم بجراحة اللثة...؟؟

في المرحلة الثانية من المرض اللثوي التي تتصف بتشكل جيوب يصل عمقها عدة مليمترات وتكون متقيحة في اغلب الاحيان، عندها يصبح من الضروري اجراء الجراحة اللثوية للحد من تشكل هذه الجيوب واستئصالها بالتخدير الموضعي، ثم وضع ضماد جراحي خاص لمدة اسبوع تتشكل خلاله حواف لثوية سليمة.  كما ان جراح الفم واللثة والاسنان ربما قام في بعض الحالات باجراء عملية الشرائح اللثوية المفتوحة لتجريف الجيوب اللثوية، ثم اعادة الشرائح الى مكانها وخياطتها جراحيا لمدة اسبوع تلتئم بعدها اللثة... وباتباع ارشادات خاصة ينصح بها جراح الفم واللثة والاسنان يصبح من الممكن الحصول على نتائج مرضية بعد حوالي شهر من الجراحة اللثوية.

في المرحلة الثالثة والمتقدمة من المرض اللثوي عندما يتآكل عظم االفك حول الاسنان التي تأخذ  بالتقلقل بشكل واضح، فعندها يصبح من الضروري قلعها والتركيب المناسب بدلا عنها.

التهاب اللثة... وعلاقتها بأمراض القلب

دلت الابحاث التي اجريت منذ عام 1997 حتى الان في جامعة جورجيا الامريكية ان امراض القلب شائعة كثيرا لدى المصابين بالتقيح اللثوي . فقد كشفت الدراسات المايكروبيولوجية التي اجراها العالم جميس تريفس ان احد اهم انواع البكتيريا المسببة للامراض اللثويةProphirimonas Gingivalis  تفرز نوعين من الانزيم (Gingipain R and K) اللذين ينشطان آلية التخثر في دم الانسان، مما يساعد على تشكل الجلطات القلبية.

وقد ايد باحثون في جامعة مينسوتا العلاقة بين الامراض اللثوية والامراض القلبية في دراسة على ما يقارب 1400 مريض اجراها العالم روبرت جنكو.

وفي مطلع عام 1998 نشرت مجلة طب الاسنان البريطانية دراسة مفصلة قام بها كل من روبن سيمور وجيمس ستيل من جامعة نيو كاسل اشارت الى وجود صلة قوية بين امراض اللثة والاصابات القلبية، بحيث يمكن اعتبار امراض اللثة من عوامل الخطر الرئيسية للاصابة بأمراض القلب الى جانب التدخين وزيادة الوزن وارتفاع السكر والكلسيترول في الدم وارتفاع ضغط الدم، وتظهر هذه الصلة اوضح ما يمكن بعد عمر الاربعين . وبذلك فان الامراض اللثوية تكتسب بعدا جديدا على اساس اهميتها في سلامة الجسم عامة ، والقلب على وجه الخصوص ، والعناية باللثة يمكن من بين عوامل اخرى ان تقي الفرد من الازمات القلبية.

ان انطمار اضراس العقل بصورة كلية او جزئية هي حالة شائعة جداً وبنسبة لا تقل عن 45% بين الشباب والشابات في العمر ما بين 17 الى 27 وان كان العمر من 19 الى 21 هو العمر الغالب لمعظم حالات الانطمار. ويسمى ضرس العقل بهذا الاسم (Wisdom Tooth) لأنه يأخذ بالظهور الى الفم في عمر البلوغ هذا.

وضرس العقل علمياً هو الضرس الثالث في الفم، ويفترض به أن يظهر في الفكين العلوي والسفلي وفي الجانبين الأيمن والأيسر، وبذلك يكون مجموع أضراس العقل في حالة ظهورها هو اربعة أضراس. لكن هذه الاضراس غالباً ما تنطمر او تنحشر في زواية الفك العلوي او السفلي مسببة العديد من الاعراض والمشاكل التي تسبب المضاعفات المزعجة والخطرة أحياناً.

الأسباب:

تنطمر أضراس العقل كلياً او جزئياً عندما لا يوجد لها مكان كاف في الفك للظهور الى الفم . ويحدث هذا الأمر في كلا الفكين العلوي والسفلي، وان كان أكثر حدوثا في الفك الاسفل منه في الأعلى. وتعود الأسباب الى صغر الفكين عندما لا يتوفر المكان الكافي لظهور ضرس العقل الى الفم. وأهم الاسباب وراثية وعرقية: فالإحصائيات تشير الى ان انطمار أضراس العقل شائع جداً بنسبة عالية تقارب 85% بين شعوب شمال أوروبا، بينما هي أقل من ذلك اذ تنخفض الى 45% بين شعوب حوض البحر الأبيض المتوسط بما فيهم العرب، في حين ان انطمار أضراس العقل بين شعوب افريقيا السوداء تكاد تكون قليلة جداً او معدومه. كما ان التغير الكبير في عادات المضغ وتركيب الطعام ربما كان له اثر في نمو حجم الفكين: فالطعام الرخو والمعجنات وما شابه لا تساعد على نمو الفكين الى حجم مناسب مما يؤدي الى انطمار اضراس العقل. بينما الطعام القاسي الغني بالالياف والذي يتطلب مضغاً جيداً مثل اللحوم والجزر والتفاح وغيرها ربما يساعد على نمو حجم الفكين مما يؤدي الى الاقلال من نسبة انطمار اضراس العقل.

 لأعراض:

تعتمد شدة الاعراض على حالة انطمار ضرس العقل. ففي حالة الانطمار الجزئي والبسيط تظهر هذه الاعراض بشكل ألم مزمن متفاوت قد يصبح ألما حاداً مع ارتفاع بالحرارة ويرافق ذلك عادة صعوبة المضغ والبلع. اما في حالة الانطمار الصعبة والشديدة فتكون اضافة لما ذكرت من الألم والحرارة وصعوبة المضغ والبلع ، يكون هناك تورم في اللثة وفي جانب الخد وصعوبة فتح الفم. كذلك فإن الضرر والتلف ربما أصاب الضرس المجاور لضرس العقل نتيجة الضغط المستمر من الضرس المنطمر، كما انه ربما تشكل كيس التهابي بجوار الضرس المنطمر، مما يزيد الحالة تعقيداً. ان الضغط الناشىء عن انطمار اضراس العقل ربما ينتقل الى الاسنان الامامية في كلا الفكين العلوي والسفلي مما يسبب تراكب هذه الاسنان وبروزها.

التشخيص :

يعتمد تشخيص حالات انطمار أضراس العقل على الاعراض التي ذكرتها واهمها الألم والحرارة وصعوبة المضغ والبلع، وأحياناً صعوبة فتح الفم وتورم جانب الخد … هذه الاعراض جميعاً تظهر بالفحص العياني. غير ان اهم وسائل تشخيص حالات انطمار اضراس العقل هو التصوير الشعاعي: فالصورة الشعاعية تكشف عن زاوية انطمار ضرس العقل، وعن عمق الانطمار وسماكة عظم الفك المحيط بالضرس المنطمر، كذلك فان الصورة الشعاعية تبين شكل وعدد جذور الضرس المنطمر ، كما انها تكشف عن وجود كيس التهابي او اي تلف أصاب الضرس المجاور… لذلك كله يعتبر التصوير الشعاعي أساسي جداً في تشخيص حالات انطمار أضراس العقل والكشف عن صعوبة حالة الانطمار هذه.

المعالجة:

تعتمد طريقة المعالجة على حالة انطمار ضرس العقل : ففي حالات الانطمار البسيط يكفي غالباً اعطاء الأدوية المسكنة والمضادة للالتهاب التي تساعد على تخفيف الأعراض الى حين تمام ظهور ضرس العقل الى الفم. اما في حالات الانطمار المتوسطة او الشديدة لا بد عندئذ من اجراء عملية القلع الجراحي لازالة ضرس العقل المنطمر كلياً من الفم، ولا مجال في هذا المقال لوصف هذه العملية.

وفي جميع الاحوال لابد من استشارة جراح الفم والأسنان لتقرير كيفية المعالجة . غير انني اود ان اذكر هنا ضرورة التأكد من الحالة الصحية والجسمية العامة للمريض قبل اجراء الجراحة : مثال ذلك التأكد من خلو الجسم من امراض هامة مثل امراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم والاستعداد للنزيف والحساسية للأدوية، وعند السيدات لابد من السؤال عن الحمل . ان وجود أي من هذه الامور يستدعي اخذ احتياطات خاصة قبل اجراء عملية القلع الجراحي، غير انه ولحسن الحظ فان معظم المرضى الذين يراجعون جراح الفم والاسنان بشأن انطمار اضراس العقل هم في عمر الشباب وغالباً ما يكونون من الاصحاء وأقوياء البنية.

الخلاصة:

ان حالات انطمار اضراس العقل شائعة بنسبة 45% بين الشباب في العمر ما بين 17-27 سنة، ناشئة عن ضيق حجم الفكين لأسباب وراثية في الغالب . تتصف اعراض الانطمار بالألم والحرارة وصعوبة المضغ والبلع وكذلك التورم وصعوبة فتح الفم احياناً. يقوم التشخيص على الفحص العياني والتصوير الشعاعي. وتكون المعالجة باعطاء الادوية المسكنة والمضادة للالتهابات، ثم اجراء القلع الجراحي للضرس المنطمر. وتعتمد صعوبة الجراحة على شدة حالة الانطمار. وان استشارة جراح الفم والاسنان امر ضروري في جميع الاحوال.

  ·   يعد مرض السكري من أكثر الأمراض المزمنة شيوعا في الأردن ( ما يقارب 22% من السكان مصابون به) وفي العالم، والعلاقة بين السكري والإصابة اللثوية أكيدة، إذ يعاني معظم المصابين به بعد عمر الأربعين من خراجات سنية، والتهابات لثوية مزمنة تتصف بانتفاخ اللثة واحتقانها، ثم فيما بعد تتشكل الجيوب اللثوية وتقيحها...

  ·    إن الإهمال بالسيطرة على السكري يؤدي إلي تفاقم الإصابة اللثوية والأنسجة العظمية الداعمة للأسنان مما يؤدي في النهاية إلى تقلقلها وخسارتها. ان التدخين يسبب الاحتقان اللثوي وإذا ما ترافق التدخين بالسكري فالمخاطر تكون اشد، وكلما ارتفعت نسبة السكر في الدم كلما ساءت حالة اللثة. ولقد أثبتت الدراسات بأن السيطرة على السكري ضرورية جدا لتجنب المخاطر والمضاعفات التي تصيب العين والقلب والمجموعة العصبية والأنسجة اللثوية.

  ·    إن ارتفاع السكر المستمر في الدم يؤدي إلى خلل يصيب الأوعية الدموية الدقيقة، والجهاز الوعائي العام مما يضعف مقاومة الأنسجة اللثوية للالتهاب. كما إن قلة الإفراز اللعابي عند السكريين ربما أدى إلى زيادة نخر الأسنان، والإصابة بالفطريات والتقرحات الفموية.

  ·    إن أمراض اللثة المزمنة وتقيح الجيوب اللثوية يمكن أن تسيء إلى بطانة القلب والصمامات القلبية، كما أنها تنشط آلية التخثر عند المصابين بها… وبذلك فان صحة الفم واللثة والأسنان سوف يكون لها تأثير إيجابي وفعال في تحسين صحة الجسم كله.

  ·    إن الوقاية من المرض اللثوي عند مرضى السكري، والاحتياطات الواجب اتباعها عند القيام بأعمال جراحة الفم والاسنان عندهم تقوم على ما يلي:

-  السيطرة على السكر في الدم إلى حد مقبول لا يزيد عن 100 ملغم بالحمية المناسبة وتناول العلاج، والتنسيق مع طبيب الصحة المشرف على مريض السكري.

-   حث المرضى المصابين به على تشديد عنايتهم بالفم واللثة والأسنان، والمراجعة الدورية لطبيب الأسنان لإزالة الرواسب الكلسية واللويحة الجرثومية.

-   الإيضاح لمرضى السكري العلاقة بين هذا المرض والإصابة اللثوية، كذلك إمكانية خسارتهم للأسنان على المدى البعيد، والاضرار التي يمكن ان تصيب القلب بسبب المرض اللثوي.

-  الشرح لمرضى السكري الإثر الضار للتدخين على أنسجة اللثة ، وضرورة الإقلال ما أمكن منه أو الامتناع عنه.

-   أهمية تناول الأدوية المضادة للالتهاب قبل القيام بأي من أعمال جراحة الفم أو قلع الأسنان، ولعدة أيام بعد هذه الجراحة.

-  من الضروري اجراء التجريف اللثوي وتنظيف الاسنان قبل القيام بأي من اعمال جراحة الفم او قلع الاسنان، تمهيدا للعمل في بيئة فم نظيفة.  كذلك من الضروري اجراء الخياطة بغرز جراحية بعد اي من اعمال جراحة الفم او قلع الاسنان للمساعدة على الشفاء بدون مضاعفات.

-  ان افضل وقت لاجراء جراحة الفم واللثة او قلع الاسنان للمصابين بالسكري وبالتخدير الموضعي هي ساعات الصباح، بعد تناولهم فطور جيد بساعة واحدة تجنبا لحدوث نوبة اغماء السكري.

-   ضرورة متابعة الشفاء بعناية عند مرضى السكري،  ولمدة أسبوعين بعد إجراء جراحة الفم او اللثة أو قلع الأسنان... تجنبا لحدوث اية مضاعفات. ذلك ان الشفاء لديهم يكون بطيئا في الغالب.

-  لا صحة اطلاقا لما يقال احيانا بأن السكري يعرض المصابين به للنزف غير الطبيعي بعد اجراء جراحة الفم او قلع الاسنان لهم، ذلك ان آلية تخثر الدم عندهم تبقى طبيعية.

الخلاصة : إن السكري يضعف من مقاومة اللثة للالتهاب ويمهد للخراجات السنية، وكلما ارتفعت نسبة السكر في الدم كلما ساءت الحالة. إن كافة إعمال جراحة الفم واللثة والأسنان يمكن القيام بها عند المصابين بالسكري باتباع شروط معينة وهامة ينصح بها جراح الفم والأسنان…

About | What's new | Add a link | Request a medical page | Help | Services | News | Contact

Copyrights 2000 Created and maintained by MBC- Disclaimer