أقامت جمعية متلازمة الام العضلات المزمنة الاردنية لقاءًا توعيا و ثقافيًّا بمناسبة الْيَوْمَ العالمي للفايبرومايالجيا الذي يصادف الثاني عشر من أيار من كل عام في قاعة الاجتماعات - مستشفى ابن الهيثم . في بداية اللقاء عرّفت الصيدلانية هبه مراد رئيسة الجمعية عن الجمعية شمل تاريخ تأسيسها و خططها في تعريف الناس بالمرض و توعيتهم ودورها في توفير الدعم النفسي للمرضى من خلال اللقاءات الدورية والمحاضرات التثقيفية .
ثم تفضل الدكتور يوسف سرحان الرئيس الفخري للجمعية بالتعرفة و التفصيل عن المرض و من أبرز ما جاء به أنّ الفايبرو مرض يشخص سريريا دون الحاجة الى الأشعة و التحاليل استنادًا الى مجموعة من الأعراض يعاني منها الانسان منوها الى أنه ليس من الضروري أن يكون كل من يعاني من تلك الأعراض مريضا بالفايبرو كما أنّ الدكتور وعّى بالطرق السليمة اللازمة للتعامل مع المرض من قبل المرضى و تعامل أهالي المرضى مع المرض من ناحية أخرى لأنّ ذلك يؤثر على كفاءة العضلات و نشاط الانسان .
ثم تبعها محاضرة قيمة قدّمتها المدربة المهندسة رجاء مهاني مديرة التدريب في أكاديمية يا طير للتدريب تحت عنوان "تقدير الذات " بأسلوب شيّق و ممتع جمع بين الالقاء و الحوار و السؤال .

 
 

 
 

 
 

 
   
 

 
 

 
 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

تفسير مبسط لمن لا يعلم ما هي متلازمة آلام العضلات المزمنة   الفايبرومايالجيا

 

       الفايبرومايالجيا تعد حالة معقدة و صعبة الفهم لمن لا يعمل في المجال الطبي. و لأنها تتعلق بالجهاز العصبي  و الدماغ، فان لها تأثير عام يمتد ليشمل جميع أجزاء  الجسم .

إذا أردت محاولة فهم و استيعاب ماهية المتلازمة لدى شخص تعرفه فإنك قد تصاب بالإرباك و الحيرة، لأن الأعراض المصاحبة لها  هي أعراض غريبة، متداخلة لا تظهر في الفحوصات المخبرية، وحتى قد تبعث لديك الشعور بأن الوضع كله ما هو إلا حالة نفسية ! و لكن البحوث العلمية اظهرت أن هذا الوضع هو وضع فيزيائي جسماني بحت،  وعلى الرغم من ذلك فإن الأبحاث العلمية قد لا تساعد في أغلب الحالات لكثرة المصطلحات التي لا يمكن استيعابها من قبل الأشخاص غير المتخصصين.  

   الهدف من هذه المقالة هو  مساعدة الأشخاص غيرالمصابين بالفايبرومايالجيا على فهم و ربط ما يحدث في جسم المصاب بالمتلازمة بشكل واضح و سهل و بدون التطرق للمصطلحات الطبية المعقدة.

استيعاب ماهية المتلازمة:  

تخيل انك خططت لإعداد حفلة وكان عدد المدعوين 20 مدعوا بالإضافة لوجود من يساعدك، ولكنك وجدت نفسك لديك 100 مدعو و بدون أي مساعدة !!!!!!  

هذا ما يحدث عند مريض الفايبرومايالجيا فالإشارات المرسلة من الخلايا العصبية الدالة على مستوى شدة الألم ترسل للمصاب بخمسة أضعاف حجمها الطبيعي، فتتحول الضغطة أو اللمسة البسيطة إلى ألم شديد و مُضخّم.  

عند وصول الإشارات الخاصة بالألم للدماغ تبدأعملية تحليل هذه الاشارات بواسطة السيروتونين و هي مادة كيميائية في الدماغ (الأشخاص اللذين وعدوا بالحضور للمساعدة و لم يحضروا). يفتقر و جود هذه المادة عند المصابين بالمتلازمة و هذا يؤدي الى ضغط هائل على الدماغ من الاشارات الخاصة بالألم و تأثير سلبي عام على المصاب.  

المصابون بالفايبروميالجيا لديهم آلام في الأنسجة و الألياف العضلية التي لا تظهر فيها أي علامات للخلل!. طبعا الألم حقيقي و هوليس من نسج الخيال، هو شعور مبهم يؤدي بالدماغ إلى تحويله إلى ألم حقيقي و فعلي. بالإضافة الى هذا فإن هناك عدة عوامل أخرى تؤثرعلى الدماغ فتؤدي إلى تضخيم كل ما يدور حول المصاب و كل ما يتعامل معه فتجده لديه حساسية زائدة اتجاه الضوء، الصوت، والرائحة، بالإضافة الى الألم المضخم. هذه العوامل مجتمعة تصبح عبئا على الدماغ و اللذي يؤدي إلى ما يسبب التشتت، الشعور بالخوف، التوتر، ونوبات الجزع و الهلع.

من الجدير بالذكر أن هذه الأعراض تتفاوت في شدتها من شخص لآخرو قد تكون لاتذكر لدى البعض.

ماهية المتلازمة و محاولة فهم التقلبات لدى المصابين:  

أغلب الأشخاص اللذين يعانون من مرض مزمن يكونون في حالة مرضية نوعا ما مستمرة و ثابتة؛ فمثلا تأثير  مرض السرطان أو الأمراض الانتكاسية يكون ثابت و متوقع و غير متذبذب. ولكن هذا الوضع مختلف كليا لدى المصاب بالمتلازمة وهو غير قابل للتفسير، فترى المصاب بالمتلازمة لايستطيع القيام بأعماله يوم الإثنين على سبيل المثال ولكنه قد يفاجئك بمقدرته التامة على القيام بنفس الأعمال يوم الأربعاء مثلا!!!

ولتوضيح هذة الفكرة جيدا دعنا ننظر إليها من مفهوم أن الهرمونات تتذبذب و تختلف من شخص لآخر كما الوزن و الضغط يرتفع و ينخفض في خلال اليوم الواحد أو الإسبوع أو حتى الشهر. وبالتالي فإن أجهزة الجسم تعمل بنفس  اللإسلوب تبعا للحالة التي يمر بها الجسم. لقد توصل الباحثون إلى أن المتلازمة متعلقة و مرتبطة بمستويات هرمونات متعددةو عناصر أخرى تؤثر على الجسم وحيث أن كل شيء متذبذب فأحيانا تكون المستويات ضمن المعدل الطبيعي و أحيانا أخرى أقل، مما يؤدي الى سوء أو تحسن الحالة.

 

علاقة الضغط و التوتر النفسي بالمتلازمة:  

يعتقد بعض الناس إن مرضى المتلازمة لايستطيعون السيطرة على مشاعرهم وبالتالي لا يوجد لديهم المقدرة على مواجهة الضغط و التوتر،لأن الأمور المقلقة في العادة تزيد من شدة الأعراض.  

من المهم للعلم بأن الاستجابة الطبيعية للتوتر و الضغط تكون بطريقتان؛ جسدية  وحسية.  إن رد الفعل الجسدي هو عبارة عن دفعة من الأدرينالين بالإضافة للهرمونات الأخرى التي تساعد على اعطاء الجسم دفعة قوية تعمل على مساعدته للتأقلم بما يحدث حوله. المصابون بالمتلازمة لايوجد لديهم هرمونات كافية للقدرة على التاقلم مما يجعل التوتر و القلق من الأمور الصعبة على أجسامهم وهذا ما يؤدي إلى سوء الأعراض.

غالبا عند الحديث عن القلق و التوتر نعنى بالعوامل العاطفية المسببة للقلق و التوتر مثل:  ضغوط العمل، جدول أعمال ممتلئ، أو حتى تضارب الآراء مع أشخاص آخرين.  و لكن من المهم أيضا ادراك العوامل العضوية المسببة للقلق و التوتر مثل  الأمراض، قلة النوم، وضعف المكملات الغذائية.  

تفسير التعب أو الإرهاق المزمن المصاحب للمتلازمة.

لو طلبت منكم تذكر وقت كنتم فيه تشعرون بتعب ولكنه تعب وارهاق شديدين، ارهاق بعد ليلة طويلة من السهر المتواصل للدراسة لإمتحان أو النوم المتقطع نتيجة وجود طفل رضيع يحتاج إلى الرعاية أو لديك طفل مريض بالإنفلونزا و الحراة المرتفعة.

تخيل أن هذا الإرهاق و التعب ملازم لك في نهارك خلال العمل أو خلال محاولتك العناية بأطفالك أو حتى تنظيف المنزل أو الطبخ، الى آخره من مهام يومية.  إن معظم الناس بحصولهم على ليلة أو ليلتان من النوم الكامل سوف يستعيدون نشاطهم و حيويتهم، ولكن مع وجود المتلازمة فإن نوعية النوم تتفاوت و تتذبذب لدرجة تؤدي إلى حدوث اضطرابات و خلل في نوعية النوم مثل : صعوبة النوم أو مواصلة النوم ، عدم القدرة للوصول أو البقاء في مرحلة النوم العميق ،انقطاعات في التنفس مما تؤدي إلى استيقاظ النائم بشكل متكرر.

أيضا من الأعراض التي ممكن حدوثها لدى المصاب بالفايبرومايالجيا مايعرف بـ"متلازمة الرجل القلقة" وهي عبارة عن حركات لا إرادية و تقلصات في الأرجل بحيث تجعل النوم شبه مستحيل.

الكثير من الأمراض تنحصر في عضو واحد أو في نظام واحد، أما المتلازمة فتتوزع على جميع أجزاء الجسم، مع وجود جميع أنواع الأعراض الغريبة والتي تظهر و بدون سابق انذار و تتفاوت هذه الأعراض في شدتها و تختلف من شخص إلى آخر.

إن المتلازمة قد تأخذ شخص متعلم، طموح، متفاني في عمله، لا يكل أو يتعب إلى شخص تسلب منه قدرته على القيام بما اعتاد عليه في عمله، منزله، في ممارسته لرياضته المفضلة أو حتى في التفكير السليم و الشعور أنه متيقظ و ذو جسم سليم خال من الأمراض!

إنها ليست حالة نفسية.....إنها ليست كسل......إنها ليست تذمر و دلع......

إنها نتيجة لحالة من الإضطرابات المنتشرة في جسم المصاب و عقله و التي من الصعب فهمها ،تفسيرها أو حتى التعامل معها .....إنها حتى الآن حالة لا يوجد لها علاج....!!!

إن أصعب شيء للمصابين بالفايبرومايالجيا هو محاولة  التعايش معها؛ لذا يجب وجود الدعم و التفهم ممن يعيش و يتعامل مع مصابي المتلازمة لجعل حياتهم أفضل و أسهل .

المصدر                                                                                                                                                                                                                          Adrienne Dellwo, About.com Guide

 

ترجمة :  خلود الخليلي

تعديل : د.سنا أبو الذهب

 
 

 
 
 
Live Support