«دار الهلال»

تأسست عام 1892 على يد جورجي زيدان.. وتعد أقدم مؤسسة ثقافية صحافية مصرية وعربية

     

 

القاهرة: محمد أبو زيد
قبل أسابيع قليلة من احتفالها بمرور قرن وخمسة عشر عاما على تأسيسها، تصدر إعلان صغير صفحات مطبوعات دار الهلال المتنوعة يعلن عن رغبة الدار العريقة بتأجير طابق في مبناها الشهير في شارع المبتديان بمنطقة السيدة زينب بالقاهرة، الأمر الذي طرح سؤالاً في الأوساط الصحافية المصرية لم يخل من التعجب تارة... يأتي ذلك في الوقت الذي تواجه الدار إتهامات في ذكرى تأسيسها بضعف توزيع عدد كبير من إصداراتها بدءاً من مجلات الأطفال والروايات، وإنتهاءا بمجلاتها الفنية والثقافية التي تصدرها. بالإضافة الى نظرة قوى المعارضة لها بصفتها لسان الحزب الحاكم.

الهلال، المصور، الكواكب، حواء، سمير، طبيبك الخاص، كتاب الهلال، روايات الهلال، الشياطين الـ13، كتاب الهلال للأولاد والبنات، ميكي جيب، توم وجيري، تلك هي بعض إصدارات دار الهلال التي أسست عام 1892 على يد جورجي زيدان، وتعد أقدم مؤسسة ثقافية صحافية مصرية وعربية. بينما تعد مجلة الهلال التي تصدر عن الدار من أقدم المجلات العربية التي تعمل في مجال الثقافة وقد صدر العدد الأول منها في عام 1892 بافتتاحية كتبها جورجي زيدان أوضح فيها خطته، وغايته من إصدارها. وكان زيدان ينشر فيها كتبه على هيئة فصول متفرقة. وقد لقيت المجلة قبولا من الناس حتى لم يكد يمضي على صدورها خمس سنوات حتى أصبحت من أوسع المجلات انتشاراً، وكان يكتب فيها عمالقة الفكر والأدب في مصر والعالم العربي، ورأس تحريرها على مدى مسيرتها المديدة كبار الكتاب والأدباء. تعددت بعدها إصدارات دار الهلال ما بين المجلات والكتب والروايات والكتب الطبية. إلا أن مجلة المصور كانت من أقدم المجلات التي أصدرتها الدار، حيث جاء صدور عددها الأول في عام 1924 وواكب ذلك مجموعة من الأحداث في مصر والعالم العربي سجلتها المجلة وتابعتها بالكلمة والصورة بشكل أكسبها شعبية واضحة بين القراء. وقد تولى رئاسة تحريرها عدد من رواد الإعلام في مصر أبرزهم إميل وشكري زيدان، ثم فكري أباظة، وعلي أمين وأحمد بهاء الدين، وصالح جودت، وأمينة السعيد ومكرم محمد أحمد. من يدخل مبنى دار الهلال المكون من عدة طوابق في السيدة زينب يشعر وكأنه دخل التاريخ ذاته، فسلالم المبني الضخمة العملاقة، والممرات الطويلة، والمصعد القديم، والتماثيل البرونزية المنتشرة في طرقات المبنى، كل هذا يمنحك إحساساً بالهيبة، إلا أن وجود إحدى دور النشر الإسلامية التي استأجرت جزءاً من الدار يبدو غريباً. وبخاصة أن مجلة المصور تعد من أكثر مطبوعات دار الهلال التي تتبنى هجوماً حاداً ضد الجماعات السلفية في مصر. عبد القادر شهيب رئيس مجلس إدارة دار الهلال ورئيس تحرير مجلة المصور قال لـ "الشرق الأوسط" إن الاحتفال بالذكرى الخامسة عشرة بعد المائة للدار لا يتنافى مع قيام الدار بتأجير بعض من مساحتها لزيادة دخل الدار، مشيراً إلى أن المكان كان مؤجرا من قبل لمجلة الإذاعة والتلفزيون التابعة لإتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، قبل أن تنتقل المجلة إلى مكان آخر وتترك المكان شاغرا، وهو ما دفع الدار للتفكير في استغلاله ماديا وتأجيره لمؤسسة تعمل أيضا في مجال النشر. ويتفق مجدي الدقاق رئيس تحرير مجلة الهلال مع ذات الرأي قائلا: ما المانع من أن تستغل الدار مكانا شاغرا لديها طالما أن ذلك لا يضر بسياستها أو أسلوب تحريرها. فمن حق الدار أن تلجأ إلى حلول غير تقليدية لمواجهة الأزمة المالية التي تواجهها. اتهام البعض لمجلة الهلال بأنها صارت لسان حال الحزب الحاكم في مصر، نشأ بعد أن تولى الصحافي مجدي الدقاق عضو الامانة المركزية للتثقيف السياسي بالحزب الوطني، رئاسة تحريرها ونشره حواراً صحافياً كان قد أجراه مع رئيس الجمهورية على صفحات المطبوعة الثقافية وهو ما أثار العديد من التساؤلات. فالمجلة ذات طابع ثقافي لا علاقة لها بالسياسة، إلا أن الدقاق نفى الإتهام مؤكداً أن تلك الاتهامات لا علاقة لها بالواقع واصفاً إياها بأنها قاصرة على الثقافة والصحافة. وأضاف أن مهمة رئيس التحرير أن يعبر عن الخط الوطني القومي وليس الانتماء إلى حزب حكومي. ويدلل على ذلك بأن المجلة تضم بين كتابها من يعبرون عن كل التيارات مثل، رفعت السعيد وفريدة النقاش وصلاح عيسى الذين يعبرون عن تيار اليسار، وهناك من يعبر عن التيار الإسلامي المستنير وأصحاب الأفكار الليبرالية. وإستبعد أن تصبح مجلة الهلال منبرا للحزب الوطني الحاكم، بل هي لسان لكل الاتجاهات على حد قوله. مرور 115 عاما على تأسيس مجلة الهلال يجعلنا نتذكر كل الأسماء الكبيرة ـ في اعتقاد مجدي الدقاق ـ التي تولت مهام رئاسة تحرير المجلة وعلى رأسهم جورجي زيدان، لبناني الأصل ومصري الهوى، وعربي الثقافة. وإميل زيدان، وسلامة موسى وإبراهيم المصري ودكتور أحمد زكي وطاهر الطناحي وعلي أمين، وكامل زهيري، وصالح جودت. يذكر أنه ومنذ عامين قامت دار الهلال المصرية بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية برقمنة مجلة الهلال الثقافية منذ صدورها عام 1892، حيث تم إصدار النسخة الرقمية الأولى للسنتين الأولى والثانية من مجلة الهلال على اسطوانات ليزر، مكنت القراء من الاطلاع علي محتويات تلك الاعداد.

 

إن دار ومكتبة الهلال تفتح أبوابها لكل الباحثين والمؤلفين لنشر عطائاتهم التي تساهم في نشر العلم والمعرفة.

هاتــــــف : 540891 1 00961 / فاكس : 540892 1 00961

 

Topic Originally Published at the 115 Anniversary by the Great 

    

 

 

 

.

     
   
   
   
   
   
   
   
   
   
 

 

 

 

 

HOME| Contact

Copyrights 1995-2007 Created and maintained by MBC